الخميس، 28 يونيو 2012

طفولة ( قصة قصيرة )


هو يرتدي قميصا ابيض يفتح بهدوء باب الثلاجة ويخرج اللبن والجبن والزبادي ليتناول الافطار لكن احساس غريبه ينتابه اليوم والم شديد في رأسه وقف أمام المراة يعد خصلات الشعر الأبيض التي غطت نصف رأسه ويتحسس موضع الألم ، تناول افطاره سريعا وخرج متجها إلي عمله لكن هذا اليوم بدا غريبا بعض الشيء ففور أن ادار وجهه بعد ان اغلق الباب وجد فتاة شقراء جميلة تقف علي باب الشقة المجاورة تمسك في يديها الصغيرتين شنطة صغيرة مزينة بالورود تنظر في اتجاهه وتبتسم ، حرك راسه في ابتسامة مصطنعه و تحرك
ظلت هي واقفة حزينة تنظر اليه بحسر ، أخذت حلواها وشنطتها السحرية و عادت أدراجها
هو في الشارع كان حائرا نظرات الأطفال في كل مكان توحي بالحسرة ، كان يشعر انه " أبو رجل مسلوخة " الذي سرق هدايا العيد ونسي أن يضع قناعه ، مستحيل ان تكون كل هذه النظرات الصارخة والموجعة والموجوعة عبثا ، هاتفه يرن ، يرد ، أخته تستأذنه أن يصطحب ابنتها الصغيرة من الروضة لأنها مشغولة جدا الأن و قد اقترب موعد الخروج ، أجاب إجابة المضطر و غير مساره تجاه مدرسة الروضة وعندما وصل ، بوابة صغيرة تدخلها فتري سلم عال جدا واثناء رحلته علي هذا السلم الطويل رأي صور لمجموعة كبيرة من الأطفال تبدو عليهم مخابل السعادة يتوسطهم شاب سعيد جدا علي ما يبدو ويشبهه كثيرا يرتدي قميصه الأبيض ولكنه لا يمتلك هذه الخيوط البيضاء في رأسه ، دخل إلي مقر الروضة و أعطي للمسئولة إسم الطفلة التي جاء لاسلتلامها ولكن الصور كانت تزداد وتمليء الحوائط من حوله تساءل كثيرا كيف يستطيع أن ينسي هذه الصور و عرف ان هؤلاء اصدقائه الذين اعتادوا ان يقضي معهم عطلته  ، بالصدفة نظر في بطاقته الشخصيه وأدرك انه لم يتم الخامسة والعشرين بعد
والان أصبح يعرف لماذا تمتليء عيون الأطفال حسرة ...

نحن أغبياء جدا إذا سمحنا للحياة أن تسلبنا روح الطفولة التي فينا


الثلاثاء، 26 يونيو 2012

انتى مش عانس يا حماره

رسال لكل بنت بتسال : هو انا كده عنست ؟ 
يا بني ادمايه ده السؤال الاكثر استفزازا علي الاطلاق ، بقالي كام يوم بلاحظ ان السؤال ده انتشر 
ايام زمان من كام سنة كان سن " العنوسه " - ايه ؟ اه والله ليه سن متعرفوش ؟ غريبة لا لا دلوقتي بقي ليه سن  - المهم انه زمان كان فوق تلاتين ، بعد كده اتطور وبقي تلاتين ، بعد كده اتطور و بقي العشرينات و الحمدلله الحمدلله حاليا بيخوض تصفيات عظيمة اسفرت ان البنت اللي تتخرج من الجامعه وتقعد كام شهر من غير عريس تبقي عانس 
وعليه 
تلاقي الام و الاب والخال والخالة والعم وبنت الجيران اللي معاها دبلوم صنايع واتجوزت من كام سنة و كافة طوائف الشعب بتقولها شدي حيلك ؟ ومش يلا بقي ؟ ومش كفاية قعدتك جنب ابوكي ؟ ده علي اساس انك بتصرف عليها يعني وانت مالك ؟
فياعيني البنت بعد ما كان عندها طموح ونفسها تاخد الدكتوراه تكتئب و تزعل و تعتكف في اوضتها او تزاول مهنتها كأنثي بتبحث عن عريس عشان تصطاده و تبدأ تنزل كل حته فيها ولاد عشان يشوفوها :D علي اساس انه مش هيقادر يقاوم جمالها الفتاك وهيقولك : هو حضرتك مرتبطة ؟  - ايموشن متسهوك -

عزيزتي الانثي 
- ارجوكي يا ماما انتي عندك طموح واحلام ممكن تحقيقها من غير جواز عادي  بتحصل بتحصل و فيه ناس مبتتجوزش مبتموتش
- متتصوريش ان الست اللي بتتجوز جوزها بيجيب لها لبن العصفور هما اسبوعين تلاته وان مكانوش يومين و احيانا بتكتشف انها اختارت غلط واتنيلت علي عينها واتدبست 
- عزيزتي الانثي " شكلك بيبقي زبالة في المكياج الخليجي 
- عزيزتي الانثي ،  احترمي نفسك عشان تلاقي حد يحترمك 
- عزيزتي الانثي ، انتي مش علبه لبن صلاحيتها هتنتهي 
-عزيزتي الانثي ، ممكن تعلمي الطبيخ و المسح وتحافظي علي شخصيتك وهواياتك واهتماماتك 
- عزيزتي الانثي ، ارجوكي متتحوليش لانسان الي ولا واحده بتنضف وتمسح وبس 
- عزيزتي الانثي ، انتي مش عانس يا حمارة
وارحمي امثالي من اصحاب المرارة المفقوعه عشان كده كتير 

الاثنين، 25 يونيو 2012

عن ثقافة الفرح والفستان الأبيض

اه والله 
فستان الفرح 
تاتاتاتا 
فستان الفرح فعليا و منطقيا هو الحلم الوحيييد المشترك لكل بنات العالم من اول أوروبا لحد البنات الغلبانين اللي في بلدنا 
المشكلة الحقيقة بقي مش في الفستان 
المشكلة الحقيقة في اللي حوالين الفستان ، الفرح والمعازيم والجاتوه و العفش و النيش 
كله الا النيش 
مش قادرة اصدق لحد النهارده ان فيه طقم صيني بـ 500 جنيه و ان العرايس بتجيب اقل حاجه من كل حاجه طقمين ( ده حقيقي علي فكرة )
مش عارفه اقتنع ان المطلوب مني ان يتحط لي مبلغ زي ده في نيش :D
عشان يجيلي عيل صغير يرزعه بالكورة يوقع لي كام ألف جنيه في الهوا
أو مثلا القاعه اللي بـ 20 الف دي 
أو انشغال العروسة بأن خطيبها " البخيل " مجابلهاش هدايا المواسم 
أو " مول " الهدوم اللي العروسة بتشتريه 

فيه افكار رومانسية كتير واحلام رومانسية اكتر بتضيع وسط الاهتمام بمظاهر الفرح - اللي ملهاش لازمة - زي مثلا ان العريس يغني لعروسته أو يبوس ايد عروسته أو يتجنن ويطلب ايدها قدام الناس ويقولها تتجوزيني ؟ 

الحقيقة احنا محتاجين نغير فكرتنا عن الفرح والجواز بدل ما نقعد نحسب شكل الجاتوه  
محتاجين نتعامل مع بعض اكتر و نتعلم نتعامل مع الاطفال عشان منخلفش عيال عندهم ازمات نفسيه حاده يطلعوا يتجوزوا بنفس الطريقة ويخلفوا عيال رايحة في داهيه وتستمر المسيرة في جيل معلوماته عن الفرح هي الفستان والبدلة والببيونه وبعدين يتصدموا بالواقع المرير 



السبت، 23 يونيو 2012

أمنيات مؤجلة

كنت اظن ان الكتابة تستطيع ان تزيح  بعض " الغم " الرابض علي قلوبنا ولكن حتي الكتابة اصبحت صعبة بالنسبة لي هذه الأيام 
ليس خوفا من " امتحان الجبر " لا سمح الله ولكن من مستقبلي " اللي ملوش معالم " ، من صور الشهداء واغاني الثورة التي تلاحقني 
يا ربي 
أصبح النور بعيد والظلام قاتم ولاشي سوي بعض الهمهمه الموجعة 
أمنيات مؤجلة هي قسط من الوجع من وجع القلب من وجع مصر 
ربما تؤلم ولكنها واقع 
وحيث ان رغبتي في الكتابه ملحه قررت جمعها والمشاركة بها كتدوينة كاملة  ( لليوم الثال والرابع والخامس ) 
لعل الإلهام يأتيني و أكملها 

( 1 ) - تقريبا - 

( 2 ) 

( 3 )  _ تعليقا علي محاكمة القرن - 
(4) حلاوة الموسم
http://www.facebook.com/notes/sig-bella/%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85/10150753647983056



هو أب في الخمسين من عمره بدأ ضهره في الانحناء ، يتجول في شوارع بلاده الحزينة ويري مظاهر غريبة ، شوادر ملونة ، زينة مرصعة بالالوان المبهجة ، وفي القهوه تلفاز مفتوح علي قناة دينية يهنيء فيها الداعية الأمة الاسلامية بالمولد النبوي الشريف
عندئذ أدرك سبب مظاهر الزينة 
شادر كبير ملون بالأحمر المزين بالدوائر الزرقاء العريضة وشاب يقف ومن حوله اشكال عديده للحلويات الموسمية التي تعتبر اهم مظاهر الاحتفال في بلادنا 
ذهب ليشتري منه كما تعود دائما
عاد للمنزل محملا بالتعب و الحلوي أيضا ، نادي بصوت عال علي ابنته وابنه 
جاءت ابنته سريعا تحاول شد الكيس من يديه وهو يمسك به بقوة ويبتسم ويخبرها ان تنتظر وهي مصره علي ان تسحب منه الكيس حتي سقط 
وتبعثرت حلوياته الملونة  و أقراص الشمس اللامعة علي الارض واذا بـ نظرة خيبة الامل في عينيها : " ايه ده انا مبحبش الحمصيه أنس اللي بياكلها ده كله حمصيه " 
وبدأت تنادي أنس بصوت عالي وساخر ليأتي ويأخذ حلواه وتقول بصوتها الساخر : " طبعا دلوعه بابا .. ما ترد يا كابتن " 
وعندما لم يجيب نظرت الي نفسها وتذكرت لما ارتدت ملابسها السوداء 
حكمت علي دموع عينيها بالاعدام وانسحبت بهدوء بعد ان تركت والديها يبكيان 
وظلت الحلوي ملقاه علي الأرض تشارك جدران هذا المنزل الحزن حتي تحولت الي حلقات سوداء ولم يأكلها أحد

------------------------



الخميس، 21 يونيو 2012

دوّن ( 2 )

متزعليش 
صوت البنات وسط الزحام 
وسط البكا 
صوت اللي مات من الهم 
سارح ما اشتكي 
صوت اللي قال اه من الوجع 
اه واتفجع 

متزعليش 
وجع القلوب مبينتهيش 
صوت الرصاص و الهتاف 
صمت اللي خاف 
مبيتنسيش
كل اللي مات علشان تعيشي 
بكره يعيش 
ميتنسيش




حملة دون (1)




قراءة مسرحية للمشهد الحالي
-----------------------------------

الناس اللي بتتخانق علي الكرسي
--------------------------------------
ايوة ، مسرحية سكة السلامة 2000 باختصار القصة عبارة عن مجموعه من البشر بيسوقهم حظهم التعيس للوقوع في شرك التوهان في صحراء سيناء ولأن امتلاك شيء من العقل أصبح صعب و الوقوف علي نقطة حياد لحل الأزمات أصبح مهمة مستحيلة كحلقة من حلقات كونان
يبدأ الصراع علي الكرسي اللي في الفنطاس و اللي ممكن يوصل واحد بس يجيب النجده
و بسبب أزمة الثقة بين البشر الصراع استمر لأيام في الصحرا لحد ما واحد مجنون ولع في الفنطاس
وبعد ما كانت الخيارات كتير ومتاحه أصبح خيارهم واحد
" الفناء " أو اللجوء لقوة خارجية ممثلة في الحدود الاسرائيلية و لأن النخوة بتنقح ع المصريين في اوقات ما
اختاروا الفناء
،،
ولان الموقف يكاد يكون " نسخة " من الوكسة اللي احنا فيها
كان لازم ناخد بالنا ان نهاية الفرقة دمار
ومينفعش نكون مش قادرين نتجمع علي قرار واحد و ننزل بتتر اغنيه في الاخر
نطالب فيه مصر بأنها " تطلع من سكوتها " واحنا بنتصنع التوهان و الحيرة

*" علينا ان نتعلم العيش معا كأخوة أو الفناء معا كأغبياء  "